باللغة
$ £ ¥
¥ £ $

من أين تأتي أسعار الفوركس؟

يجري تداول الأسهم في بورصات مركزية الأمر الذي يوفر آلية شفافة لاكتشاف السعر. يقوم متداولي الأسهم من جميع أنحاء العالم بضخ أسعار الشراء والبيع، وبعدها يتم ترتيب أسعار العرض ضمن سجل تنازلي فيما تدرج أسعار الطلب ضمن ترتيب تصاعدي في سجل الأوامر. يتم تنفيذ الصفقة عندما يتطابق سعر العرض مع سعر الطلب، الأمر الذي يقود في نهاية المطاف إلى اكتشاف سعر عادل للسهم. برغم ذلك، ربما يتساءل متداول الفوركس المبتدئ عن المصدر الذي تأتي منه أسعار صرف العملات، خصوصاً وأن سوق الفوركس عبارة عن بورصة لا مركزية تعمل خارج المقصورة الرسمية. في هذا الدليل سنحاول شرح مصدر تدفق الأسعار التي يقدمها وسطاء الفوركس.

المشاركون في سوق الإنتربنك

تشكل الأسواق الفورية وأسواق العقود الآجلة والسويفت (جمعية الاتصالات العالمية بين البنوك) ما يطلق عليه سوق الإنتربنك. وتضم قائمة المشاركين في هذا السوق بنوك الاستثمار والبنوك التجارية وصناديق التحوط وشركات التجارة الكبرى والبنوك المركزية. هناك أغراض مختلفة لكل مؤسسة من هذه المؤسسات من المشاركة في السوق عن طريق شراء أو بيع أو تبادل العملات. قد ترغب البنوك التجارية على سبيل المثال في شراء أو بيع أو تحويل مليارات الدولارات يومياً. تستطيع هذه المؤسسات أن تتداول مع بعضها البعض مباشرة. برغم ذلك، فإن اعتبارات الشفافية والحصول على أفضل الأسعار تدفع هذه الأطراف إلى التداول من خلال منصات الفوركس في سوق الإنتربنك مثل Electronic Broking Services (EBS), منصة بلومبيرج وEikon (تومسون رويترز). تقوم هذه المنصات الثلاثة بخلق قنوات اتصال بين آلاف البنوك. وبطبيعة الحال، لا يكشف المتعاملون في سوق الإنتربنك عما إذا كانوا مهتمين بشراء أو بيع إحدى العملات. تقوم هذه المنصات في أي وقت بعرض سعرين مختلفين، أحدهما للشراء والآخر للبيع، والتي تُعرض أمام المشاركين في منصة التداول.

مثال على أزواج العملات الرئيسية

إذا افترضنا أن إحدى البنوك الكبرى يرغب في شراء عملة اليورو بقيمة تصل إلى 3 مليار دولار. يقوم البنك بعرض أسعار الشراء والبيع التي يكون على استعداد للتعامل معها. وفي العادة يكون هناك فارق سعري (سبريد) لتغطية النفقات التي يتحملها البنك (تكاليف الأوامر، حجم التداول، تكاليف المخزون، المنافسة ومخاطر العملة). دعنا الآن نفترض أن وكيل البنك سيعرض أسعار البيع والشراء عند 1.14203 و1.14208 على التوالي. بالمثل، دعنا نفترض أن هناك متعاملين آخرين يمثلون بنوك أخرى سيقومون بعرض أسعار البيع والشراء لنفس الزوج على النحو التالي.

البيع الشراء حجم التداول (بالدولار الأمريكي)
البنك 1 1.14203 1.14208 3 مليار
البنك 2 1.14205 1.14210 1 مليار
البنك 3 1.14207 1.14212 4 مليار

يشار إلى البنوك 1 و2 و3 في هذه الحالة على أنها مزودي السيولة في السوق. يفتح وسطاء الفوركس حسابات مقاصة مع مزودي السيولة، على أن يتم الربط بين هذه الحسابات من خلال برنامج تجميعي (Aggregator). يتولى هذا البرنامج تجميع البيانات من مصادر السيولة المختلفة وعرضها في نافذة واحدة. وبالإضافة لذلك، يتم مقارنة الأوامر المرسلة من عميل شركة الوساطة مع العروض المختلفة لمزودي السيولة بهدف الوصول إلى أفضل سبريد ممكن. يضمن برنامج التجميع أن العميل سيحصل على أفضل سعر شراء أو بيع متاح في الوقت الحالي.

واستناداً إلى البيانات المذكورة في الجدول أعلاه، سيقوم برنامج التجميع باختيار الأسعار 1.14207 و1.14208 كأسعار للبيع والشراء على التوالي. بعد ذلك يقوم البرنامج بإضافة هامش بسيط (سبريد) إلى الأسعار المختارة كتعويض عن المخاطر التي يتحملها الوسيط. يستطيع الوسيط في أي وقت تعديل قيمة السبريد المضافة بحسب ما يراه ضرورياً. إذا افترضنا أن الوسيط يضيف نقطة واحدة كعلاوة سبريد، فإن أسعار البيع والشراء النهائية التي ستظهر أمام العميل ستكون 1.14202 و1.14213 على التوالي. يظهر الجدول أعلاه أنه يمكن تنفيذ صفقات بقيمة 4 مليار دولار عند سعر البيع وصفقات بقيمة 3 مليار دولار عند سعر الشراء. برغم ذلك، قد يحصل وسيط الفوركس على سعر أفضل عن طريق تجزئة أحجام التداول بواسطة برنامج التجميع وإرسالها لأكثر من مزود للسيولة.

مثال على أزواج العملات الثانوية

عند التعامل على أزواج العملات ذات أحجام التداول المحدودة، مقارنة بالأزواج الرئيسية، يقوم البرنامج التجميعي بتجزئة أحجام التداول على عدد من مزودي السيولة. وبالإضافة لذلك، يرتفع متوسط سعر التنفيذ. على سبيل المثال، دعنا نفترض أن أحد المتداولين الأفراد يرغب في فتح صفقة بقيمة 3 مليون دولار على زوج AUD/CAD. وكما ذكرنا أعلاه، يمكن ترتيب عروض الأسعار من البنوك الثلاثة على النحو التالي:

البيع الشراء حجم التداول (بالدولار الأمريكي)
البنك 1 0.9890 0.9895 1 مليون
البنك 2 0.9892 0.9894 2 مليون
البنك 3 0.9894 0.9896 1 مليون

إذا كان الوسيط يضيف علاوة سبريد قدرها 3 نقاط على زوج AUD/CAD، وبالنظر إلى أن أعلى سعر للبيع هو 0.9894 وأقل سعر للشراء هو 0.9894، سيعرض برنامج تجميع السيولة عروض الأسعار على شاشة المتداول عند 0.98925 و0.98955. بمجرد قيام المتداول بوضع أمر الشراء، يتم تقسيم حجم التداول إلى جزأين، ثم توجيه أمر بقيمة مليون دولار إلى البنك 1 وأمر بقيمة 2 مليون دولار إلى البنك 2.

تستدعي أداة التوجيه الذكي للأوامر في البرنامج التجميعي عروض أسعار من مختلف مزودي السيولة إذا كان حجم الأمر كبير للغاية. على سبيل المثال، يستطيع البرنامج تقسيم أمر بقيمة 10 مليون دولار إلى خمسة أوامر قيمة كل منها 2 مليون دولار ثم يطلب عروض أسعار على هذا الأساس من عدة بنوك. وبمجرد وصول عروض الأسعار، يقوم البرنامج باختيار أفضل الأسعار للمتداول وفي نفس الوقت يحمي الوسيط من أي مخاطر محتملة. برغم ذلك، يجب ملاحظة أن مزود السيولة قد يقوم برفض الأمر عند إرساله إليه بسبب خاصية النظرة الأخيرة. إذا كان مزود السيولة يعتقد (خصوصاً وأن لديه رؤية عامة عن تدفق الأوامر في السوق من خلال منصاته فائقة التطور) أنه لن يتمكن من التحوط مقابل مخاطر أمر التداول، فإنه سيرفض هذا الأمر ويقدم عرض سعر آخر للوسيط.

يتضح من المناقشة السابقة أن عروض الأسعار التي يقدمها وسطاء الفوركس تأتي بشكل رئيسي من الأسعار التي يحصلون عليها من مزودي السيولة. ولهذا السبب ليس من المستغرب أن نرى فرق طفيف في عروض الأسعار من وسيط إلى آخر. ولكن بشكل عام، تلك هي الطريقة التي يحصل بها وسطاء الفوركس على الأسعار التي يعرضونها أمام عملائهم.