ما هو الفوركس أو تجارة العملات : الفوركس هو اكبر الأسواق المالية على مستوى العالم , حيث يتم فيه تداول ما يزيد قيمته عن 7 تريليون دولار يوميا من العملات المختلفة . بخلاف الأسواق المالية الأخرى, فان سوق الفوركس ليس لديه مكان مادي أو بورصة مركزية لإتمام المبادلات ولكنها تتم من خلال شبكة الكترونية تضم البنوك والشركات والأفراد الذين يتداولون في عملة بلد ما مقابل عملة أخرى .
ماذا عن التنبؤ : هو توقع اتجاهات السوق الحالية والمستقبلية باستخدام البيانات والحقائق الموجودة . المحللون يعتمدون على الاحصاءات الفنية والأساسية للتنبؤ باتجاهات الاقتصاد وسوق الأسهم والأوراق المالية التي يحملها الأفراد .
لماذا يجب ان نهتم بأسعار النفط حتى إذا لم نكن نبيعه أو نشتريه ؟ إذا كنت تتداول في العملات , فان هناك سبب وجيه للغاية كي تقوم بذلك . كثير من أزواج العملات التي يتم تداولها ترتفع وتنخفض بالتوازي مع حركة سعر برميل النفط . سعر النفط كان على الدوام احد المؤشرات الرئيسية الدالة على وضع الاقتصاد العالمي على مدار عقود , والخبراء يتنبئون بان هذه الحالة لن تتغير في أي وقت قريب , العلاقة بين سعر النفط والحالة الاقتصادية لعديد من البلدان تعتمد على عدد من الحقائق البسيطة :
البلدان التي لديها موارد نفطية كبيرة تستفيد بشكل كبير من ارتفاع أسعار النفط .
البلدان التي تعتمد على استيراد النفط لتلبية حاجاتها من الطاقة تستفيد من تراجع أسعار النفط فيما تخسر عندما ترتفع هذه الأسعار .
عندما يكون اقتصاد بلد ما قويا فان هذا الأمر ينعكس علي عملته ايجابا في سوق الفوركس .
عندما يكون اقتصاد بلد ما في تراجع , فان عملته تهبط قيمتها في سوق تبادل العملات .
الخبراء الذين يراقبون سوق النفط دائما ما يكونوا منقسمين حول الاتجاه الذي ستسلكه أسعار النفط بل والمدى الذي قد تصله في هذا الصدد . قبل اقل من عام من الان , فان معظم المتابعين كانوا متفقين على ان المستوى 40$ للبرميل يمكن ان يمثل سقفا لارتفاعات النفط الخام . مع بداية العام الجديد , فان سعر النفط كان قد كسر هذا المستوى بالفعل وكان يباع عند 42.50$ للبرميل . التقلبات المناخية وأيضا التغيرات في السياسيات العالمية وحدود الطاقة الفعلية لمقابلة الطلب على الخام كانت المحرك الرئيسي لقفزات الأسعار في هذه السنة التي تعد الأكثر تقلبا في الذاكرة الحديثة . عند نقطة معينة فان سعر الخام كسر حاجز 70$ للبرميل بزيادة بنحو 65% من سعره في بداية العام . وبينما تراجعات الأسعار لفترة قصيرة فإنها مع نهاية العام كانت لاتزال مرتفعة بنحو 45% عما كانت عليه في بداية العام . منذ مطلع العام الحالي فان الأسعار واصلت قفزاتها مجددا وباتت الغالبية العظمى من المتداولين تستبعد حدوث انعكاس للاتجاه الحالي في المستقبل القريب . المتداولون المتحفظون يتوقعون ان تصل الأسعار إلى 80$ للبرميل . فيما المتداولون الذين يفضلون المخاطرة يعتقدون بأنها قد تصل إلى 100$ .
تذبذب أسعار النفط خلال العام الماضي – 2005 – هو مثال جيد على ما يمكن ان يحدث حين تتأثر سوق الفوركس بأسعار النفط . من خلال دروس الاقتصاد الأساسية نعرف ان ارتفاع أسعار النفط يلقي ضغوط على إنفاق المستهلكين . هذا الأمر سيظل صحيحا طالما ظل النفط المصدر الرئيسي للطاقة في البلدان الصناعية . أسعار كافة السلع المنتجة تعتمد بصفة رئيسية على سعر برميل البترول . لهذا عندما يرتفع سعر النفط فان أسعار الإنتاج والمخرجات لمعظم سلع المستهلكين ترتفع هي الأخرى . بالإضافة إلى ذلك , فان تكاليف المعيشة للأفراد ترتفع بدورها حيث سيتعين عليهم دفع المزيد من اجل تيسير مركباتهم وتدفئة منازلهم . المحصلة النهائية لهذا الأمر تنعكس في شكل تراجع لاقتصاد هذا البلد والذي قد يتواصل لفترة إلى ان يلامس نقطة ما يبدأ عندها في التعافى مجددا .
ما الذي يعنيه هذا لسوق تجارة العملات .
في سوق العملات , فان أسعار الصرف يتم توقعها بناء على قوة اقتصاد بلد ما . فإذا كان هذا الاقتصاد ينمو بشكل مستقر فان سعر صرف عملته سيعكس هذا الأمر في شكل ارتفاع لقيمتها . أما إذا كان الاقتصاد يتعثر فان سعر عملته سيتراجع مقابل العملات الأخرى . بأخذ هذه الأمور في الاعتبار , فان النقاط التالية ستبدو منطقية :
عملات البلدان التي تنتج وتصدر النفط سوف ترتفع قيمتها .
عملات البلدان التي تستورد معظم احتياجاتها من النفط ستتراجع قيمتها .
الصفقات الأكثر ربحية في السوق ستكون في الأزواج التي تضم عملات البلدان التي تصدر النفط مقابل عملات البلدان التي تستوردها .
استناد إلى هذه النقاط الثلاثة فان الخبراء يضعون أعينهم على زوج CADJPY كمصدر لأغلب الصفقات الرابحة وسنذكر أدناه السبب في ذلك .
كندا على مدار السنوات الماضية باتت تحتل مركزا متقدما في قائمة البلدان المنتجة للنفط حيث تمثل حاليا المصدر التاسع عالميا للنفط . منذ العام 2000, فان كندا مثلت اكبر مزود نفطي للولايات المتحدة كما لفتت انتباه السوق الصيني بشكل كبير مؤخرا . من المتوقع انه بحلول العام 2010 , فان الصين سوف تتضاعف حجم ورادتها من النفط الكندي ونفس الأمر سيتحقق مع الولايات المتحدة بحلول العام 2030 , في الوقت الحالي فان كندا باتت تمثل المصدر الرئيسي للنفط إلى الصين . هذه الحقائق تضع الدولار الكندي في موقف ممتاز وفق اعتبارات تجارة العملات .
على الجانب الأخر , فان اليابان تستورد نحو 99% من احتياجاتها النفطية . اعتمادها على ورادات النفط يجعل اقتصادها بشكل خاص بالغ الحساسية لتقلبات أسعاره. فعندما تواصل أسعار النفط ارتفاعها فان أسعار الصادرات اليابانية ستكون مجبرة على الارتفاع أيضا وهو الأمر الذي سيضعف موقفها التنافسي في السوق العالمي . خلال العام الماضي , كانت هناك علاقة قريبة بين ارتفاع أسعار النفط وتراجع قيمة الين .
ولكن إذا وضعنا عوامل الاقتصاد جنبا إلى جنب مع العوامل التاريخية فانه يمكن القول ان أسعار النفط من المستحيل ان تواصل ارتفاعاتها إلى ما لا نهاية . ففي نهاية المطاف . فان المستهلكون الذين تلدغهم ارتفاع تكاليف الطاقة سيلجئون في مرحلة ما إلى تخفيض طلبهم على النفط والغاز . وعندما يحدث هذا , فان أسعار النفط اما ان تستقر أو تبدأ في التراجع باتجاه المستوى 40$ للجالون وهو الأمر الذي لم يتوقع الخبراء ان يصله أبدا .
كما ترى فان هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على سوق الفوركس . فضلا دع المضاربة للخبراء إلا إذا كنت تتداول في الفوركس كنوع من الهواية وليس لديك الكثير من المال المستثمر فيه .