باللغة
$ £ ¥
¥ £ $
مقدمة
0 / 13

تحذير هام لمتداولي الفوركس

في كل يوم سترى إعلانات تخبرك أن تجارة الفوركس هي وسيلة جديدة ورائعة لتحقيق الأرباح بل وتتفوق على تداول الأسهم لأنها ببساطة توفر رافعة مالية أكبر بكثير. يبلغ الحد الأقصى للرافعة المالية في أسواق الأسهم 1:2، ما يعني أنه بمقدورك اقتراض 50% من قيمة مركز التداول. إذا كانت تكلفة شراء الورقة المالية 1,000$، عندها ستحتاج إلى إيداع نصف هذا المبلغ مقدماً "كهامش أولي"، أي 500$.

يختلف الأمر في سوق الفوركس، حيث يمكنك الحصول على رافعة مالية 1:50 وربما أكثر إذا كنت تعيش خارج الولايات المتحدة. بعبارة أخرى، إذا كان لديك رأس مال مبدئي بقيمة 500$ عندها يمكنك تداول ورقة مالية يبلغ سعرها السوقي 50 ضعف، أي 25,000$. تطبق هذه القاعدة في الولايات المتحدة منذ عام 2010 مع ملاحظة أن الحد الأقصى للرافعة المالية يبلغ 1:10 في حالة العملات محدودة التداول (مثل الدولار الأمريكي مقابل البيزو المكسيكي). في خارج الولايات المتحدة يمكن أن تعرض شركة الوساطة رافعة مالية تصل إلى 1:100 أو 1:500 وربما أعلى من هذا الرقم، ما يعني أنه يمكنك برأس مال مبدئي 500$ شراء عملات بقيمة تصل إلى 250,000$.

انظر درس الهامش والرافعة المالية ، والذي يؤكد أن الرافعة المالية أشبه بالديناميت حيث يمكنها أن تُضخم كلاً من أرباحك وخسائرك على حد سواء.

سأذكر لك عملية حسابية اعتقد أن كل من دخل سوق الفوركس قد قام بها بطريقة أو بأخرى: إذا افترضت أنه يمكنك تحقيق 20 نقطة يومياً من كل لوت تتداوله على مدار 240 يوم ثم قررت تداول 10 لوت في كل يوم. يعني ذلك أنك ستحقق 20 * 10 * 240 = 48,000 نقطة وإذا افترضنا أن قيمة النقطة تساوي 10$ عندها ستبلغ قيمة أرباحك 480,000$. ياللهول، يمكنك تحقيق ما يقرب من نصف مليون دولار من التداول! حتى إذا كانت خسائرك نصف هذا المبلغ، فلا يزال بإمكانك الحصول على ربح صافي يتجاوز 240,000$. كما لا تنسى أنك ستحقق هذا الربح الضخم برأسمال مبدئي لا يزيد عن 10,000$ لانه قيمته ستصل إلى 500,000$ عند استخدام رافعة مالية 1:50

الأدهى من ذلك أننا نفترض أنك ستحافظ على استثمارك المبدئي البالغ 10,000$ دون إعادة استثمار الأرباح التي تحققها والتي يمكنها أن تزيد من عدد العقود التي تتداولها يومياً. على سبيل المثال، يمكنك استخدام الأرباح في مضاعفة المبلغ المستثمر من 10,000$ إلى 20,000$، أي يمكنك الآن تداول 20 لوت بدلاً من 10. وبعبارة أخرى كلما ضاعفت المخاطر كلما تضاعفت الأرباح (وتلك بالمناسبة يطلق على تلك الطريقة استراتيجية مارتينجال للمقامرة).

ما مدى واقعية هذا السيناريو؟ لا يمت للواقع بصلة. إذا كان بمقدورك تحقيق تلك الأرباح الضخمة بهذه السهولة لتحول العالم إلى مكان مليء بمتداولي الفوركس الأثرياء. بينما ما نراه يوماً بعد آخر هو أن عدد الخاسرين بالآلاف وحتى كثير ممن يحققون أرباح كبيرة في البداية ينتهي بهم المطاف إلى خسارة كل هذه الأرباح والعودة للبدء من نقطة الصفر. نسمع أيضاً عن متداولين قضو سنوات بل عقود في تداول الفوركس ولم يفلحوا سوا بالكاد في تأمين تكاليف معيشتهم. إذاً أين يكمن الخطأ؟

  1. تكمن المشكلة الأولى في عدم قدرتك على صقل وضبط تحليلاتك بحيث تكون ملائمة للصفقة التي تنوي فتحها في المرة القادمة. قد يخبرك التحليل الفني أو الأساسي أن اليورو يتحرك في مسار صعودي وبرغم ذلك تتكبد صفقتك الشرائية خسارة بسبب ضرب مستوى الوقف نتيجة قفزة سعرية مؤقتة. للأسف لا يوجد حل لمثل هذه المشكلة. أيضاً من الوارد أن تقوم بإجراء تحليلات رائعة وصحيحة تماماً وبرغم ذلك تظل معظم صفقاتك خاسرة . بعبارة أخرى، قد تكون على صواب ولكن تستمر في المعاناة من الخسائر. لا تتصف التحليلات الفنية أو الأساسية بالدقة الكاملة، ولهذا ما يمكنك السيطرة عليه هو أوامر التداول حيث يجب أن تحدد بوضوح أنك ستدخل عند النقطة X وتخرج عند النقطة Y أو تجني أرباحك عند Z.

    كلمة تشجيعية:إذا وجدت أن السعر يلامس أمر الوقف الذي وضعته بصورة متكررة أو يرتد قبل الوصول إلى مستوى أخذ الربح بنقاط قليلة، عندها يمكنك إجراء بعض التعديلات الطفيفة لتحسين معدل الربح/الخسارة.

  2. تكمن المشكلة الثانية في أن القواعد التي تتبعها في إدارة أموالك قد لا تناسب زوج العملات الذي تتداوله. دعنا نفترض أنه يمكنك تحمل خسارة بحد أقصى 10 نقاط إلا أن زوج العملات الذي تتداوله يتحرك في المتوسط 50 نقطة على الإطار الزمني الذي تستخدمه، على سبيل المثال 240 دقيقة أو الأربع ساعات. لتجنب ضرب مستويات الوقف بشكل متكرر ستحتاج في هذه الحالة إما إلى توفير قدر أكبر من رأس المال لتحمل وضع أمر وقف الخسارة عند مستوى أبعد، وإلا سيتعين عليك تبديل زوج العملات بحيث يكون نطاق حركته أقل من الـ 50 نقطة على الإطار الزمني المحدد، أو ربما تلجأ أيضاً إلى التداول على نطاق زمني أقل.
  3. يتكبد معظم المتداولين خسائر كبيرة حتى إذا كان عدد صفقاتهم الرابحة تتفوق على نظيرتها الخاسرة. يعزى ذلك إلى أن حجم الربح في الصفقات الرابحة أقل من حجم الخسارة التي يتكبدونها في الصفقات الخاسرة. من زاوية إدارة رأس المال، يجب ألا تقل نسبة الربح إلى الخسارة عن 1.1:1 (ما يعني تحقيق ربح قدره 1.10$ لكل خسارة محتملة بقيمة 1$). يسعى المتداولون الطموحين إلى الوصول بهذا المعدل إلى 3:1 (3$ ربح لكل 1$ خسارة) أو أكثر، ولكن يصعب تحقيق ذلك في الواقع العملي.
  4. تتجلى كافة هذه السلبيات عندما لا تمتلك خطة تداول تجمع بين القواعد الفنية ومبادئ إدارة رأس المال، والتي يطلق عليها خطة التداول. ولكن لاحظ أن الوصول إلى خطة التداول المثلى ليس بالأمر الذي يمكن تحقيقه خلال يوم أو أسبوع أو حتى سنة بأكملها.
  5. دعنا نفترض أنك قد قررت أن تقضي بعض الوقت في إنشاء نظام تداول يمزج بين القواعد الفنية وقواعد إدارة رأس المال. هل يمكنك الاعتماد عليه في تحقيق نفس نسبة الربح إلى الخسارة على المدى الطويل؟ بالطبع كلا لأن الأسواق تتغير. ستحتاج إلى تكييف نظام التداول بحيث يتلائم مع ظروف السوق المتغيرة.
  6. دعنا نفترض أن لديك نظام تداول وأن بمقدورك تكييفه ليتلائم مع الظروف المتغيرة بمرور الوقت. هل لديك الانضباط الذاتي بالقدر الكافي لتنفيذه بشكل حرفي؟ للأسف لا يمكنك ذلك لأن أي انحراف في كفاءة تنفيذ الأوامر قد يؤدي إلى إفشال أفضل الأنظمة. بعبارة أخرى فإن الفشل في فتح صفقة أو اثنتين أو حتى فتح بضعة صفقات غير مرغوبة دون قصد سوف يعني انحراف كامل عن النتائج المتوقعة لنظام التداول.
  7. قد يتساءل البعض ولماذا لا نشتري نظام تداول صنعه أحد الخبراء المشهود لهم؟ دعنا نفترض أنك بصدد شراء نظام تداول تظهر سجلاته السابقة تحقيق نسبة ربح/خسارة تصل إلى 3:1. الإجابة هو أن هذا الخبير ربما قد حقق 90% من هذه الأرباح عبر حفنة قليلة من الصفقات وعلى مدار فترة طويلة قد تصل إلى عام، فيما كانت 90% أو أكثر من تلك الصفقات خاسرة. اسأل نفسك، هل لديك القدرة على التداول فيما تحقق 9 من كل 10 صفقات خسارة. أيضاً من المحتمل أن يتطلب نظام التداول الدخول والخروج من عشرات الصفقات يومياً – في تلك الحالة قد لا يناسبك بسبب عملك اليومي.

    يتطلب تقدير المخاطر ما هو أكثر من حساب الربح والخسارة حيث يؤثر الأمر على حالتك الوجدانية بل وتقديرك لذاتك. تحمل قدر كبير من المخاطر لن تجني من وراؤه سوى فقدان الاتزان المالي والنفسي. أيضاً فإن تقليص المخاطر المحتملة إلى أدنى حد ممكن قد لا يساعدك على تحقيق عوائد مجزية تستحق العناء الذي ستبذله من أجلها. في واقع الأمر، تكمن المشكلة في أن حدود المخاطرة تبقى أمراً شخصياً لا يتشابه بتاتاً مع قدرة أو شهية الآخرين تجاه نفس المخاطر.

المنظور: قد لا تكون على دراية بأنك ربما تدير ما يطلق عليه "المحفظة الاستثمارية". يجب أن يكون لديك مدخرات في حساب توفير أو خطة تقاعد مع إحدى شركات التأمين حتى إذا كان حساب التداول الخاص بك معفى من الضرائب. إذا كانت مدخراتك تقتصر على حصة ملكية في منزلك، عندها سيكون لديك رأس مال ولكن لا يتمتع بالسيولة. لن يكون بمقدورك بيع المنزل خلال 3-5 أيام لدفع ديون شركة الوساطة. لهذا لا يجب المضاربة في سوق الفوركس إذا لم يكن لديك رأسمال سائل بالقدر الكافي.

التركيز على صفقات الفوركس التي تصاحبها رافعة مالية كبيرة يمكن أن يضر كثيراً بإدارة المحفظة الاستثمارية. دعنا نفترض أن قيمة جميع مدخراتك تبلغ 250,000$ وكانت مستثمرة بالكامل في واحدة أو أكثر من صناديق الاستثمار والأسهم (بدون رافعة مالية). إذا أضفت حساب فوركس وقمت بتمويله بمبلغ متواضع نسبياً، مثلاً 10,000$، ولكنك استخدمت رافعة مالية قدرها 50 ضعف سيصل إجمالي انكشافك في سوق العملات إلى 500,000$. في هذه الحالة سيبلغ انكشافك الإجمالي على السوق 750,000$ ولكن تستقطب استثمارات بالهامش نحو ثلثي هذا المبلغ. هذا الوضع غير مريح على الإطلاق لأنك إذا خسرت 50% في حساب الفوركس فهذا يعني تكبد خسارة بقيمة 250,000$ أي جميع مدخراتك. وكما ذكرنا أعلاه، ستحتاج إلى أن تحقق ربح بنسبة 100% على المبلغ المتبقي في حساب الفوركس حتى تعود إلى نقطة البداية، وهو أمر مستحيل عملياً. إضافة حساب الفوركس إلى المحفظة الاستثمارية في هذه الحالة كان قراراً خاطئاً أدى إلى تدمير المحفظة برمتها.

الحل المثالي هو إضافة نسبة مئوية من إجمالي المحفظة إلى حساب المضاربة ولكن دون مضاعفات، على سبيل المثال 10%. بعبارة أخرى، إذا كان لديك اليوم 250,000$ في محفظتك فإن القيمة الاسمية التي يمكن أن تخاطر بها في الفوركس لا يجب أن تتجاوز 10% أو 250,000$. وبالتالي إذا أودعت 10,000$ في حساب تداول الفوركس عندها يجب ألا تتجاوز الرافعة المالية 2.5 ضعف.

ستجد صوت خافت يناديك من الداخل ويغريك بإعادة الكرة مرة أخرى. إذا افترضنا أنك حققت 20 نقطة من عقد واحد، أي حوالي 200$، عندها سيكون معدل العائد 200$/10,000$ = 2%. بالطبع هذا المعدل أفضل كثيراً من العائد الذي ستحصل عليه على حساب التوفير. علاوة على ذلك، إذا كنت استخدمت الرافعة المالية المتاحة بأكملها أو كنت ستتداول 10 عقود وتحقق ربح بقيمة 2,000$، كان معدل العائد سيصل إلى 20%. هذا مكسب رائع بكل تأكيد وستجد نفسك تحدثك دائماً لماذا لا تضع تداولات الفوركس في أولوياتك. قد تجد نفسك منجذباً إلى الاستماع إلى هذا الضوء الخافت.

دعك من هذا كله، ولا تستمع سوى إلى هذا الصوت الحكيم الذي يذكرك دائماً بإدارة محفظتك وفق أسس سليمة تستوجب عدم المضاربة بأكثر من 10% من رأسمالك المخصص للاستثمار.


اختبار

يعتبر الفوركس أداة تداول رائعة لأن

السبب الرئيسي في فشل متداولي الفوركس المبتدئين هو:

تنصح الإدارة المثلى للمحفظة الاستثمارية بعدم المضاربة بأكثر من

نتائج:
0 / 3
المزيد من الدروس
ما هو تداول الفوركس؟
لماذا تتغير أسعار صرف العملات؟
لماذا نتداول الفوركس؟
تحذير هام لمتداولي الفوركس
نظرة مفصلة على أزواج العملات
هيكل سوق الفوركس
جلسات التداول
كيف تتحقق الأرباح في الفوركس؟
النقاط
العقود
الهامش والرافعة المالية
أوامر التداول
التداول التجريبي