باللغة
$ £ ¥
¥ £ $

كيف تجد وتُوظِف استراتيجية التداول المثلى

يبدو التداول للوهلة الأولى مهمة شاقة، خصوصًا بالنسبة للمتداولين الجدد. في نهاية المطاف، هناك عدد لا يحصى من الاستراتيجيات، المؤشرات الفنية، المستشارون الخبراء، والعديد غيرها من الأدوات التي يتعين عليك الاختيار من بينها. بطبيعة الحال، هناك عدد كبير من الأدلة، الدورات، ومقاطع الفيديو التي يمكن أن تساعد المتداول الطموح على تعلم أساسيات سوق الفوركس وفهم التعقيدات التي ينطوي عليها. برغم ذلك، فإن هذا الكم الهائل من الموارد قد يُصعب مهمتك ويزيد من تعقيد الأمور. صحيح أن لديك خيار لنسخ المتداولين الناجحين، ولكن يتطلب التحول إلى متداول فوركس محترف والاستفادة القصوى من الفرص المتاحة في سوق العملات أن تكون قادرًا على إيجاد وتوظيف استراتيجيتك الخاصة والتداول بنفسك. ناهيك عن أن حتى أفضل المتداولين يواجهون فترات من الخسائر المتصلة. البعض ينجح في تجاوز هذه المحن، والبعض الآخر يستسلم ويخرج من السوق. تشرح هذه المقالة النهج الأساسي الذي تحتاجه لتوظيف استراتيجيتك الخاصة بنجاح.

التخطيط والتنفيذ يؤديان إلى استراتيجية مثالية

يسرد المتداولون من ذوي الخبرة العديد من الأمور التي ينبغي فهمها قبل بدء رحلة التداول. فيما يلي بعضًا منها:

  • يمكن أن يكون التداول أسهل مما يبدو. عندما تبدأ في تعلم استراتيجيات وطرق التداول المختلفة ستلاحظ أن التداول ليس معقدًا كما قد يبدو للوهلة الأولى. تستطيع بسهولة فهم الغالبية العظمى من التكتيكات المستخدمة والتي ستجدها واضحة بالقدر الكافي، ولا تتطلب الحصول على شهادة جامعية كما قد تعتقد.
  • العثور على استراتيجية تداول جيدة غير كافي. في واقع الأمر، يجادل بعض الخبراء بأن معظم استراتيجيات وأساليب التداول يمكن اعتبارها ناجحة (أو على الأقل قابلة للتطبيق) إلى حد ما. التحدي الرئيسي بالنسبة لك كمتداول هو معرفة أين ومتى تستخدم هذه الاستراتيجية الجيدة.
  • التداول صعب في بعض الأحيان. قد تتناقض هذه المقولة مع ما ذكرناه آنفًا عن سهولة التداول، ولكن في واقع الأمر فإن الغالبية العظمى من متداولي الفوركس تنتهي رحلتها بالفشل. وبحسب الشخص الذي ستوجه له السؤال، يمكن القول أن نسبة الخاسرين تتراوح من 90% إلى 99.9%. ولكن لماذا هذه النسبة الكارثية إذا كان التداول سهلاً كما ذكرنا؟ ربما تلك هي النقطة الأكثر أهمية التي ينبغي عليك فهمها.
  • في معظم الحالات، يكون السبب الرئيسي لفشل المتداول هو المتداول نفسه. ليس سرًا أن الجانب النفسي يلعب دورًا محوريًا في نجاحك كمتداول، وكذلك في فشلك. قد يأخذ الأمر شكل الافتقار إلى الانضباط الضروري، أو ربما لا يتوافق أسلوب التداول مع سماتك السيكولوجية. وعلى أية حال، ينبغي أن تتحلى بالعقلية السليمة لتجد لنفسك موطئ قدم في عالم الفوركس.

واحدة من أكبر المشاكل التي قد تواجهك كمتداول طموح هو أنك لن تجد أي شخص يمكن أن يصيغ الاستراتيجية التي تلائم ظروفك الشخصية على وجه التحديد. ولكن ما السبب في ذلك؟ كما ستلاحظ، يعتقد العديد من المستثمرين المحترفين أن التداول هو في حد ذاته فن أكثر من كونه علم ذو قواعد ثابتة وصريحة. ستحتاج في التداول غالبًا إلى استخدام حدسك الشخصي، ما يجعل عملية اتخاذ القرار برمتها ذاتية بأكثر منها موضوعية. لسوء الحظ، من المستحيل اكتساب هذه المهارة من خلال التعليم النظري. تستطيع بكل تأكيد مراقبة سلوك المتداولين المتمرسين في السوق. ولكن لن يكون لذلك فائدة كبيرة ما لم تفهم الأسباب التي تقف خلف قراراتهم. الإجابة التي ستسمعها إذا طرحت هذا السؤال هو "بسبب الشعور الغريزي"، لذا لن تساعدك هذه المشاهدة كثيرًا. تحتاج إلى الوقت والخبرة الكافية لتطوير حاستك السادسة وشعورك الغريزي. صحيح أنه يمكنك تجنب جميع هذه التعقيدات عن طريق استخدام روبوتات التداول، ولكن التداول الآلي في حد ذاته ترافقه اعتبارات خاصة من الأفضل أن نناقشها لاحقًا في مقالة منفصلة. وعلى أية حال، فإن إتقان استخدام أدوات التداول الآلي يتطلب أولاً أن تتعلم التداول ذاته. يجب أن يكون مستقبلك في نهاية المطاف بين يديك وليس تحت سيطرة برنامج أو شخص آخر.

ولكن من أين تبدأ؟ اجلس، وفكر جيدًا في وضعك الحالي، وكذلك الأهداف التي تصبو إلى تحقيقها في عالم التداول، واكتب النقاط الأساسية بخط يديك. من أنت؟ من تريد أن تكون؟ ما هي نقاط قوتك؟ ما هي نقاط ضعفك؟ كيف يمكن أن يبدو يومك المثالي كمتداول محترف؟ ما هي أهدافك في الحياة بشكل عام وكمتداول بشكل خاص؟ سيساعدك فهم من أنت وأين تريد أن تكون في تحفيزك ومساعدتك على كيفية تحقيق أهدافك. وفي نهاية المطاف، ركز على أهدافك وابدأ التحرك نحو تحقيقها.

بعد ذلك، اتبع ثلاث خطوات بسيطة:

  1. ابحث عن استراتيجية تناسبك.
  2. تحقق من جدواها عن طريق الاختبار العكسي الشامل.
  3. استخدم الاستراتيجية بعد التحقق من نجاحها.

تذكر: لا توجد استراتيجية مثالية، هناك دائمًا مقايضات. عندما تختار استراتيجية تداول، ضع في الاعتبار تصورك عن الشكل الذي يجب أن يسير عليه يومك كمتداول محترف. هل ترغب في التداول لبضع ساعات فقط خلال اليوم لتوفير الوقت للقيام بأشياء أخرى؟ هذا الأمر ممكن عندما تقرر العمل كمتداول سوينغ أو متداول مركز. ولكن على الجانب الآخر، هذا يعني أنه قد تفوتك بعض من فرص التداول الجيدة عندما لا تكون جالسًا أمام حاسبك الشخصي. أم أنك تريد الإمساك حتى بفرص الربح الضئيلة؟ يمكنك أيضًا القيام بذلك إذا كنت تفضل العمل كمستخدم لاستراتيجيات التداول الخاطفة (الاسكالبينج). ولكن على الجانب الآخر، فهذا يعني أنك ستظل ملتصقًا بالشاشة لساعات طويلة حتى نهاية جلسة التداول. فكر في الخيارات المختلفة، وقارن بين مزايا وعيوب كل منها، ثم اختر ما يناسب ظروفك الشخصية.

إذا لم تحقق الاستراتيجية النتائج المرجوة، فهذا لا يعني بالضرورة التخلي عنها على الفور. حاول أولاً تعديل وصقل الاستراتيجية. قد تبدو هذه الاختبارات مملة ومتعبة، ولكنها ضرورية لإيجاد الاستراتيجية المناسبة وتحقيق أفضل النتائج منها. ولكن ينبغي عليك أيضًا تذكر أن هناك اختلاف بين الاختبار العكسي (الباك تيست) والتداول الحقيقي. سوف تندهش حقًا من الاختلافات بين التداول بأموال حقيقية والتداول بأموال افتراضية، على الرغم من أنها قد تبدو متطابقة.

تضع خطة التداول الجيدة بشكل عام النقاط التالية في الاعتبار:

  • ظروف السوق.
  • نقاط الدخول التي تريد فتح مركزك عندها.
  • التحقق — كيف يجب أن يبدو السوق قبل الدخول في الصفقة.
  • الصيانة — كيف سيبدو السوق بعد الدخول في الصفقة.
  • أهداف الربح.
  • إدارة المخاطرة.

بمجرد الانتهاء من إيجاد واختبار استراتيجية رابحة، تمسك بها ولا تحيد عنها. لا تنتقل إلى استخدام استراتيجية أخرى لمجرد أنك خسرت بضع صفقات. حتى أفضل المتداولين ومعهم أفضل الاستراتيجيات قد يواجهون فترة من التداول غير الناجح. قد تستمر هذه الفترات لبضعة أيام أو أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات. لكن هذا لا يعني أنه ينبغي عليك مواصلة تكبد الخسائر حتى عندما تعتقد أن الاستراتيجية التي تستخدمها لا تتناسب مع أسلوب تداولك الخاص. إذا خلصت بعد تفكير موضوعي وفترة كافية من الاختبار أن طريقة التداول الحالية لن تجلب لك سوى الخسائر، فلا تتردد في البحث عن استراتيجية جديدة.

ربما تسمع عن بعض القواعد في التداول. وهنا يتبادر إلى الذهن العبارة التي وردت في فيلم قراصنة الكاريبي: السر هو ما يمكن أن تسميه "إرشادات" أكثر من كونه قواعد فعلية. قد يكون من المفيد التعرف على القواعد التي يتبعها المتداولين الآخرين بشكل متكرر في تداولاتهم، ولكن هذا لا يعني أن هذه القواعد ستحقق نفس النتائج أو ينبغي تطبيقها بنفس الطريقة. على سبيل المثال، ربما سمعت أنك تحتاج إلى المخاطرة بـ X% فقط من رأس المال المتوفر في حسابك في الصفقة الواحدة. هذه قاعدة جيدة بشكل عام، ولكن ربما تكون مرتاحًا للمخاطرة بنسبة أعلى قليلاً من أموالك. أو على العكس من ذلك، ربما تفضل تأمين نفسك بشكل أفضل من خلال المخاطرة بنسبة أصغر من رصيد حسابك عند فتح مركز تداول. في نهاية المطاف، الأمر متروك لك لتحديد القواعد المثلى لاستراتيجية التداول.

خاتمة

  • أنت فقط من يمكنه تطويراستراتيجية يمكن أن تتوافق مع أهدافك وأسلوبك الخاص في التداول.
  • إذا وجدت استراتيجية تحقق نتائج جيدة، تمسك بها ولا تحيد عنها. أما إذا بدأت في تحقيق خسائر، فمن الأفضل محاولة تعديل الاستراتيجية الحالية بدلاً من البحث عن استراتيجية جديدة.
  • لا تدعّ نسبة الفشل الكبيرة في سوق الفوركس تحبطك. لا تسمح لطرق وتقنيات وقواعد التداول التي تبدو معقدة أن تثبط عزيمتك. اختبر واضبط واستخدم استراتيجيتك المفضلة.
  • سيكون من الأسهل تعلم التداول واكتساب الخبرة وتوظيف المعرفة التي تحصل عليها إذا وجدت استراتيجية تناسب ظروفك الشخصية.