باللغة
$ £ ¥
¥ £ $

كيف تستفيد من تجارة الكاري تريد

تُصنف تجارة المناقلة أو ما يطلق عليها الكاري تريد ضمن استراتيجيات التداول الأكثر مخاطرة وربحية في نفس الوقت. وبرغم أن طريقة التداول قد تبدو محفوفة بمخاطر عديدة، إلا أنها أيضاً بسيطة للغاية – على الأقل من الناحية الحسابية. كل ما عليك هو الإعداد جيداً للصفقة وحساب كل المتغيرات بدقة بالغة ولكن بمجرد فتح صفقتك لن تحتاج بعد ذلك لأكثر من متابعتها، حيث يحتفظ المتداول بصفقات الكاري تريد مفتوحة طالما كانت قادرة على تحقيق أرباح.

ما هو الكاري تريد؟

يشير مفهوم الكاري تريد إلى استراتيجية تداول محددة، والتي بمقتضاها يتم اقتراض الأموال بعملة ذات سعر فائدة منخفض ثم استثمار هذه الأموال المقترضة لشراء عملة تدفع سعر فائدة أعلى. يحقق المتداول أرباحه من الفارق بين معدلات الفائدة. يعتبر الين الياباني واحد من أبرز العملات المستخدمة في تجارة الكاري تريد على مدار السنوات الماضية. حدث إقبال كبير من المتداولين تجاه تجارة الكاري تريد حيث كان بمقدورهم اقتراض الين الياباني ثم تحويل الأموال المقترضة إلى دولارات أمريكية وشراء سندات تدفع فائدة أعلى من تكاليف الاقتراض.

على سبيل المثال، إذا كان البنك الياباني يتقاضى فائدة بنسبة 1 بالمائة، وأحياناً صفر بالمائة، وكانت السندات الأمريكية تغل عائد يتراوح بين 4 أو 5 بالمائة، عندها سيحقق المستثمر ربح بعدة نقاط مئوية نتيجة هذه الصفقات. وطالما ظل الفارق بين أسعار الفائدة على الأموال المقترضة والمستثمرة كافياً لتحقيق عائد إيجابي، فسوف يظل المتداول يحتفظ بصفقة "الكاري تريد" للأبد.

كيف ينطبق ذلك على الفوركس

تعتبر الاستفادة من الفروق في أسعار الفائدة واحدة من أشهر الطرق المستخدمة في تحقيق الأرباح في سوق الفوركس. يعزى ذلك إلى أن تداول الفوركس ينطوي على استخدام الرافعة المالية ، وهو ما يتيح الفرصة لمضاعفة الأرباح الناتجة من صفقات الكاري تريد. على سبيل المثال، إذا كانت البنوك والشركات في أستراليا تدفع فائدة بنسبة 5% على شهادات الإيداع المصرفية أو السندات أو استثمارات الدخل الثابت الأخرى، عندها فإن الدولار الأمريكي سيدفع هو الآخر فائدة مماثلة. على الجانب الآخر، إذا كانت البنوك اليابانية تدفع فائدة بنسبة 0.5% على القروض فإن صفقات بيع الين الياباني سوف تكلف المستثمر أيضاً في هذه الحالة 0.5%، وبالتالي يمكنه الاستفادة من الفارق بين معدلات العائد في كلا الحالتين.

يمكن للمستثمرين من هواة المخاطرة في هذه الحالة الدخول إلى سوق الفوركس وشراء زوج AUD/JPY. سيستفيد المستثمر في هذه الحالة من الفروق في أسعار الفائدة على العملتين والذي يصل إلى 4.5% (5% يحصل عليها من الدولار الأسترالي فيما يدفع فائدة 0.5% مقابل بيع الين الياباني).

تعتبر صفقات الكاري تريد إحدى استراتيجيات الاستثمار طويلة الأجل وبالتالي لن تحتاج لأن تشغل نفسك بالاتجاهات اليومية أو الاستعانة بأدوات التحليل الفني والتي تتناسب عادةً مع التداولات قصيرة المدى . في واقع الأمر، يعتمد متداول الكاري تريد بشكل رئيسي على أدوات التحليل الأساسي وذلك بالنظر إلى أن المتغيرات المؤثرة على استثماراته تتحدد عادةً (أو تتأثر بشكل كبير) بسياسات البنوك المركزية والتي تضطلع بدور تحديد أسعار الفائدة.

متى نستخدم الكاري تريد

لا تحقق استراتيجيات الكاري تريد نتائج جيدة سوى في أوقات انتعاش المخاطرة بالأسواق المالية. أما في الأوقات التي يتراجع فيها النمو الاقتصادي ويشعر المستثمرون من الأفراد والمؤسسات بالقلق على رؤوس أموالهم، فإن الكاري تريد لن تكون استراتيجية مربحة. يتحمل مديري الأموال المسئولية عن ملايين، وأحياناً مليارات، الدولارات المملوكة لأشخاص آخرين، وبالتالي لا يمكنهم إتباع نهج محفوف بمخاطر عديدة في ظل ضخامة الاستثمارات الموكولة إليهم. ما الذي يحدث في هذه الحالة؟ في الأوقات التي يشيع فيها نفور المخاطرة يلجأ مديري المحافظ الاستثمارية عادةً إلى ضخ جزء كبير من الأموال المستثمرة في الأصول التي توصف بالملاذ الآمن.

يؤدي تدفق الأموال صوب الاستثمارات الآمنة، مثل السندات الحكومية وسندات الشركات من الدرجة الاستثمارية، إلى تلاشي فرص المراجحة السعرية بسبب ارتفاع قيمة العملات ذات الفائدة المنخفضة، في الوقت الذي تتدهور فيه أسعار صرف العملات مرتفعة العائد نتيجة انخفاض الطلب وهرولة المستثمرون الخائفون بعيداً عنها. بعبارة أخرى، فإن الفارق في سعر الفائدة، والذي بلغ 4.5% في المثال السابق، قد لا يكفي لتغطية الخسائر التي يتكبدها المتداول نتيجة انخفاض قيمة العملة المشتراة ذات العائد المرتفع في مقابل ارتفاع قيمة الين الياباني. أيضاً لا ننسى أن استخدام الرافعة المالية قد يؤدي إلى تضخيم الخسائر إلى الدرجة التي تصبح فيها مديناً لشركة الوساطة بدلاً من تحقيق عوائد إيجابية. أفضل طريقة لتجنب مثل هذه المشاكل هو تثقيف نفسك قدر الإمكان بكافة المتغيرات المؤثرة في السوق. كلما زادت معرفتك عن الظروف المرتبطة بعملة معينة مع الإلمام بالسياسات الحكومية والعوامل المؤثرة على أسعار الفائدة، كلما كنت قادراً على اتخاذ قرارات استثمارية صائبة وأقل مخاطرة.