في الأيام الأولى لدخولك عالم التحليل الفني، ربما راودتك فكرة أن اختراع حاجز غير مرئي لوقف تراجع السعر أو وضع عائق يحجب مزيداً من الارتفاعات أمراً مثيراً للسخرية، إلا أن هذا هو المعنى الحقيقي لمفهوم الدعم والمقاومة. الدعم والمقاومة هي واحدة من المفاهيم الأساسية في جميع أسواق التداول، وليس فقط الفوركس، وهي موجودة ومستخدمة منذ أكثر من قرن.
الدعم هو منطقة تقع تحت السعر الحالي والتي من غير المتوقع أن يلجأ المتداولين إلى شراء السعر في حال تراجعه أدناها. يمكن رسم الدعم يدوياً في شكل خط يبدأ من قاع نسبي ضمن سلسلة سعرية وتوصيله بقاع آخر ثم تمديد الخط ليؤدي دور الدعم حتى في فترات مستقبلية. في المثال أدناه، يمثل الخط الأحمر الذي يربط بين القيعان خط الدعم. يمثل كسر السعر أسفل مستوى الدعم حدث هام يراه جميع المتداولين وهو يؤشر بشكل مبدئي على انتهاء الترند الحالي.
المقاومة هي منطقة تقع أعلى السعر الحالي لا نتوقع معها أن يلجأ المتداولون إلى بيع السعر عندما يكسر أعلاها. تتشكل منطقة المقاومة عن طريق رسم خط يربط بين قمتين ضمن سلسلة سعرية ثم تمديد هذا الخط يدوياً. في المثال الظاهر على الرسم البياني أدناه، كان بمقدورنا رسم خط المقاومة الأزرق الذي يربط بين القمم يدوياً، ولكن في الممارسة العملية يقوم برنامج الرسم البياني برسم "خط موازي"، باعتباره أكثر ملائمة لهذا الغرض. لا يسير الأمر دائماً على هذا المنوال. على سبيل المثال، قد تجد أن خط الدعم ينحدر إلى أعلى فيما ينحدر خط المقاومة إلى أسفل ليلتقيان في منطقة لاحقة وبالتالي يشكلان نموذج المثلث. يمكنك قراءة المزيد عن هذا النموذج في درس نماذج الرسم البياني.
الإجابة السهلة على هذا السؤال تتلخص في أن المتداولين يتذكرون الأماكن التي قاموا عندها بالبيع والشراء خلال الآونة الأخيرة، وبما أن قرار الشراء عند x كان صحيحاً، فسيكون من المنطقي إعادة الشراء عند x+2 طالما حافظ الاتجاه الصعودي على تماسكه. يمكنك أيضاً تفسير الدعم والمقاومة من خلال تطبيق مفاهيم العرض والطلب. عندما يتذكر المتداولون حدوث قفزة سعرية بمجرد وصول السعر إلى نقطة محددة في الماضي القريب فانهم قد يجتمعون مرة أخرى لتشكيل طلب شرائي عند نفس النقطة. وبالمثل، يتذكر المتداولون أن السعر واجه مقاومة وفشل في مواصلة الارتفاع عندما وصل في المرة الأخيرة إلى القمة z% وبالتالي قد يلجأون إلى البيع بشكل جماعي عند نفس المستوى ما يؤدي إلى زيادة العرض وبالتالي انخفاض السعر. هذا الافتراض ليس خاطئاً حتى وإن بدا سخيفاً. يحترم السوق مستويات الدعم والمقاومة لأن المتداولين يتذكرون المستويات الهامة السابقة ويقومون برسم خطوط السعر عندها.
يمكن القول أن الخط هو إضافة مصطنعة يتم إضافتها إلى الرسم البياني وليس من الضروري أن يحترمها الجميع. ولهذا قد يكون من الأصوب أن نطلق لفظ "مناطق الدعم والمقاومة" بدلاً من خطوط الدعم والمقاومة والتي بحسب التعريف تعتمد على نقطة بيانات واحدة.
يمكنك أيضاً إنشاء خط دعم عن طريق رسم خط أفقي انطلاقاً من إحدى القيعان، ونفس الأمر ينطبق أيضاً على رسم خط مقاومة يبدأ من إحدى القمم السعرية. وكما يظهر الرسم البياني أدناه، لا توفر جميع السلاسل السعرية فرصة لرسم خطوط الدعم والمقاومة على هذا النحو. انظر إلى الجزء الأوسط من الرسم البياني حيث يتحرك السعر في اتجاه صعودي وبالتالي لا يوجد اصطفاف للقمم أو القيعان بشكل يسمح برسم خطوط دعم أو مقاومة أفقية.
قد تتبادر إلى ذهنك فكرة التبديل بين أنماط رسم خطوط الدعم والمقاومة. على سبيل المثال، في الحالات التي يتحرك فيها السعر ضمن اتجاه واحد، كما في مثال الدعم أعلاه، عندها يصبح الخط المائل هو الخيار المناسب لتمثيل مستوى الدعم. على العكس من ذلك، تصبح خطوط الدعم والمقاومة الأفقية أكثر ملائمة في الأوقات التي يتحرك فيها السعر ضمن نطاق عرضي ضيق نسبياً. وبالتالي يمكنك استخدام الخطوط المائلة في السوق الاتجاهية والخطوط الأفقية في السوق العرضية. وبما أننا قد لا نكون على دراية بنوع السوق الذي نعمل في إطاره، ربما نحتاج إلى رسم كلا النوعين ورؤية أيهما سيعمل بشكل أفضل.
لا تتحرك الأسعار في سوق الفوركس دائماً في اتجاهات واضحة. وحتى الأسواق الاتجاهية تتخللها هي الأخرى فترات تتحرك فيها الأسواق في نطاقات عرضية أو جانبية.
نصيحة المحترفين: خطوط الدعم والمقاومة الأفقية ستكون أكثر فائدة عند التداول على الأطر الزمنية الصغيرة مثل 15 دقيقة أو الساعة الواحدة.
أساسيات الرسم البياني
خطوط الرسم البياني
الدرس التالي
موضوع 02 - خطوط الاتجاه التقليدية والرياضية