المشكلة #رقم 1 التي تواجه العديد من التجار ليست ما يفكرون به، كما يساء فهمها إلى حد كبير.
المشكلة ليست في الأسواق، نقص رأس المال أو الفرصة المواتية، ولا في نقص ضبط النفس.
بل تكمن العلة في التدمير الذاتي والذي يكمن ورائه سبب واحد في المقام الأول.
اللاوعي الخاص بك، هو مخزن الرغبات والغرائز والدوافع المكبوتة ، بدرجة من الوعي ومستوى مباشر، يشعر بالمسئولية تجاهك، ويحاول وضع الأمور في نصابها الصحيح.
ما قد يعتبره العديد من التجار من ثورة العواطف ،الأخطاء التي اقترفتها والمعركة المستمرة مع الانضباط قد يراها التجار بأنها أمور طبيعية وواقع الأمر أنها كلها مؤشرات بأن هناك تدمير ذاتي يحدث. .
عندما تكون الأمور في نصابها وتسير بشكل سليم كما ينبغي، فمن الطبيعي أن يعتريك الهدوء والثقة والشعور بالأمن. أما ما يختلج بداخلك من مشاعر الشك والقلق وانعدام الأمن، وأحيانا الخوف جميعها دلائل على أن هناك شيئا خاطئا. .
الخطأ هو الاعتقاد أن التداول العاطفي يعني كيف ينبغي أن تسير الأمور، والمُغالَطة هي تصور أن التداول الجيد لا يأتي إلا من وجود الإرادة أو الانضباط لتجاوز العواطف. .
العواطف هي ببساطة اللاوعي الخاص بك تخبرك بأن شيئا ما ليس صحيحا، وأنت بحاجة للتصدي له والتعامل معه ..
والسؤال من أين يأتي هذا؟ لماذا يعمد بعض الأشخاص إلى إيذاء أنفسهم وتدميرها ?
أسباب شخصيه
الأسباب الشخصية، هي تلك الأسباب الغير متعلقة بالتداول بل هي الأشياء التي تتعلق بك كشخص ومكنون شخصيتك وليس لها علاقة مباشرة بالتداول، وتشمل صورتك الذاتية عن نفسك، مدى استحقاقك للنجاح، معتقداتك حول المال، المفاهيم التي ترسبت في مخيلتك من والديك والمعلمين والتي حددت مسبقا ميولك واتجاهاتك في مراحل النمو، الخ.
بينما يتم اقتياد معظم التجار إلى الاعتقاد بأن هذه هي المنطقة التي ينصب عليها التركيز، وتجربتي هي أن أيا من هذه الأمور يعد بسيطا بما فيه الكفاية وليس هو العائق الحقيقي . إذا لم تكن ذات نظرة توافقية صحيحة مع المال، النجاح أو الانضباط، فإنك لن تكون في وضع يمكنك من التجارة. فمجرد حقيقة وجودك هنا دليل على أن لديك ما يلزم.
أسباب ذات الصلة بالتداول
هي مجموعة الأمور المتعلقة بالتداول لتشمل مخزون الخبرات التي تمتلكها كتاجر تطاردك وتجعلك مترددا في قراراتك ، أو تدفعك للمبالغة والأفراط في التداول، وجميعها خبرات ترتبط مباشرة بتاريخ التداول الخاص بك. تلك الأخطاء المؤسفة التي قمت بها في الماضي، هي التي يتم تشغيلها وتستحوذ عليك عبر بعض الاشارات الذهنية في الذاكرة أثناء قيامك بالتداول في الوقت الحالي..
المهارات & القدرات
فيما يتعلق بالمهارات والقدرات، عندما يرتاد الشخص مهنة جديد ة (مثل التداول) وهو ليس مؤهلا وغير مستعد لهذا العمل ، سيكون الأمر مرهقا ومليء بالتحديات. لسوء الحظ فأن معظم الناس، يتم الدفع بهم للاعتقاد بأنه عند دخول عالم التداول والبدء فيه، فأن كل ما تحتاجه لتصبح تاجر أو مستثمر ناجح أن تتعلم كيفية اتباع نظام. تلك النظرة الخاطئة أدت إلى إن العديد من التصورات الأخرى مثل المهنة الحديثة وكيفية إداراتها وتنمية مهاراتها تم إهمالها بدلا من صقلها..
نظرا لافتقار العديد من التجار لمثل تلك الخبرات وعدم تنميتها، حتى أنهم قد لا يعرفون ما الذي لا يعرفونه. وهذا صحيح بشكل خاص فيما يتعلق بتنظيم وتخطيط، وبدء مشروع تجاري . فقلما تجد تجار قاموا بصقل مهارات الإدارة والتخطيط قبل دخول عالم التداول، بل الأدهى أنهم يفتقرون لتلك القاعدة المعرفية بأكملها.
نقص التدريب وعدم كفاءة جودة التدريب الذي يتلقاه معظم الوافدين الجدد لعالم التداول في بدء حياتهم المهنية يشوبه الكثير من الثغرات التي تحتاج سنوات لملئها، إذا ما تم أصلا ملئها .
يدرك اللاوعي الخاص نقاط الضعف هذه وهنا يكمن السبب في رغبة اللاوعي بتدميرك، فهو يعرف نقاط العجز ويعلم أنك لا تستحق مكافآت الأعمال الحقيقية ، لن تصبح صاحب مشروع وتتميز بعقلية تجارية إذا كان التركيز الوحيد ينصب فقط على " كسب بعض المال ".
الأدوات & الموارد
تعد الأدواتوالموارد الجيدة ضرورة عند القيام بأي نشاط. فبدون أدوات جيدة، تعاني النتائج، مثلما تحاول لعب الغولف في ملعب ملئ بالمطبات أو تلعب التنس بمضرب مكسورة .
بالإضافة للأدوات الجيدة، يحتاج التاجر للمهارات والدراية اللازمة حتي يتثنى له للتأكد من صلابة وجودة أنظمة التداول الخاصة به وأنها يمكن الاعتماد عليها في أداء وتحقيق الأهداف والتوقعات، الآنية والمستقبلية .
كما أن العديد من التجار لم يدرس ولم يتعلم كيفية تقييم أساليب ونظم التداول، لمعرفة ما إذا كانت هناك قضايا تشغيليه قد ينجم عنها مشاكل عند تنفيذها.
هذه الثغرات المتعلقة بالكفاءة تعد السبب الرئيسي وراء قضاء بعض التجار نحو 5، 8، 10، أعوام أو أكثر يعانون من نفس المشكلات، يواجهون نفس الإحباطات وخيبات الأمل المستمرة . فهم غالبا ما يعملون وفق نظام يحتوي على عيوب أو نقاط ضعف، وهم معتقدين أنه نظام صلب، و بأن المشكلة هي عدم قدرتهم على التمسك بالنظام، بينما واقع الأمر، أن المشكلة تكمن في النظام نفسه.
يسود لديهم اعتقاد خاطئ بأنهم يعرفون كل ما يمكن معرفته كتاجر، وبالتالي لا يتدبرون أبدا هذه الأمور..
والخبر السار هو أنه بغض النظر عن المدة التي قضيتها في التداول، عندما تصل لهذه الثغرات وتقوم بملئها، ستؤدى الأشياء بشكل مختلف، ويصبح من الأسهل ترك وتغيير أنماط الماضي..
مثل معظم التجار، أتوقع أن يكون مستواك أعلى من المتوسط ولديك ما يلزم للقيام بالتجارة. ولكن الأمر ببساطة يتمثل في سد الثغرات التي تعتريك من خلال التدريب. بمجرد الانتهاء من ذلك، ستتحسن نتائجك وستكون المسألة برمتها أسهل بكثير – أما اللاوعي الخاص بك فلن يعد لديه سبب لتدميرك ..