باللغة
$ £ ¥
¥ £ $

نظام الفوركس الذي يناسبك

هناك العديد من أنظمة تداول الفوركس المتاحة في السوق. البعض منها مجاني، والبعض الآخر بمقابل قد يقل أو يزيد. أيضاً فإن بعض هذه الاستراتيجيات قد يحقق نتائج جيدة والبعض الآخر قد يتسبب في فشل ذريع. وبالتالي يثور التساؤل حول كيفية اختيار نظام الفوركس المناسب؟

هناك عدد من الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك قبل البدء في عملية البحث عن أنظمة الفوركس. نحن جميعاً مختلفون، سواء كمتداولين أو كأفراد. على سبيل المثال، لكل واحد منا تفضيلاته الشخصية وأهدافه الخاصة، وأيضاً الوقت الذي يمكن أن يخصصه لتداول الفوركس، ناهيك عن درجة تحمل كل شخص للمخاطر. فيما يلي قائمة بالأسئلة التي يجب أن تجيب عليها لمساعدتك في اختيار نظام الفوركس المناسب لظروفك الشخصية:

1. هل أنت من الأشخاص الذين يشعرون بالقلق والتوتر عندما يقترب الموعد النهائي لإنجاز العمل، أم أنك من هؤلاء الذين يجيدون العمل تحت الضغوط؟

ستسمح لك الإجابة على هذا السؤال بمعرفة ما إذا كان من الأفضل بالنسبة لك الاستعانة بالاستراتيجيات قصيرة أم طويلة الأجل. إذا كنت تحب العمل تحت ضغط وتشعر أنك تحقق نتائج أفضل، في هذه الحالة فإن التداول اليومي أو الاسكالبينج قد يكون هو الخيار المناسب. على الجانب الآخر، إذا كنت تشعر بالقلق والتوتر عندما يقترب الموعد النهائي لإنجاز أعمالك، عندها ربما يكون من الأفضل التفكير في استراتيجيات السوينغ أو المركز وغيرها من الاستراتيجيات طويلة الأمد، حيث ستوفر لك متسع من الوقت لدراسة صفقاتك وتدقيق أسباب الدخول والخروج، إلخ.

2. كم من الوقت يمكنك تخصيصه لتداول الفوركس؟

تذكر أن المقصود بالوقت في هذا السؤال لا يقتصر على جانب التداول: بل يشمل أيضاً الوقت الذي ستحتاجه للتعلم. لاحظ أيضاً أن الوقت المخصص للدراسة لن يقتصر على المراحل الأولى للتداول، حيث ستظل بحاجة إلى إثراء معارفك وصقل مهاراتك طوال الوقت. أيضاً ستحتاج إلى وقت إضافي لمراجعة سجل التداول وتحليل الصفقات الناجحة والفاشلة على حد سواء حتى تتمكن من تنمية مهاراتك كمتداول. هذه المهام حيوية ولا يمكن التغافل عنها حيث تظل هامة لتعظيم عدد الصفقات الناجحة وتقليل الصفقات الفاشلة من خلال التعلم من أخطاؤك.

يجب أن تكون صادقاً مع نفسك تماماً عند الإجابة على هذا السؤال، فلا يوجد مبرر للكذب.

3. هل أنت من المتداولين الذين لديهم شهية للمخاطرة أم ترغب في تجنبها بأي تكلفة؟

بغض النظر عن طبيعة إجابتك على هذا السؤال، من الضروري معرفة أنك ستحتاج في كل الأحوال إلى إتباع استراتيجية واضحة لإدارة المخاطر. الهدف الرئيسي لاستراتيجيات إدارة المخاطر هو حماية حسابك، وهو الهدف الذي يجب أن تضعه على رأس أولوياتك في جميع الأوقات. يمكنك أن تفتح حساب بـ 200$ أو حتى 20,000$، ولكنك ستظل بحاجة إلى حماية هذه الأموال التي كسبتها بشق الأنفس، سواء كبرت أو صغرت. إذا تغافلت عن هذه النقطة الهامة فإن كازينوهات القمار ربما تكون هي وجهتك الأمثل.

تقتضي استراتيجية إدارة المخاطرة أن يقتصر التداول في كل صفقة على نسبة صغيرة من رصيدك. يرى البعض أن النسبة المثلى يجب ألا تزيد عن 1 إلى 5% من إجمالي رصيد الحساب في الصفقة الواحدة. ولكن ستتوقف هذه النسبة عموماً على الأموال المتوفرة في الحساب كما ستحتاج إلى استخدام الحس السليم في تحديدها.

وكما يعرف الجميع، تعتبر الرافعة المالية واحدة من أهم المزايا المتاحة في مجال تداول الفوركس. ولكن لا يجب التغافل عن حقيقة أنها قد تؤدي إلى تدميرك تماماً ما لم تستخدمها بحذر وحكمة. عند استخدام الرافعة المالية (إذا قررت استخدامها) يجب أن تعي أنها قد تؤدي إلى تضخيم كلاً من أرباحك أو خسائرك بنفس القدر. وبالتالي فإن الافراط في استخدام الرافعة المالية سيعني تحمل مخاطر مرتفعة قد لا تتمكن معها من تحقيق هدفك الأول والأسمى – وهو حماية حسابك. بعبارة أخرى، يمكنك استخدام الرافعة المالية بشرط أن تتحلى بالرشد والحكمة.

4. ما الذي تتوقعه من تداول الفوركس؟

هل تتوقع تحقيق دخل إضافي؟ أم تستهدف العمل كمتداول بدوام كامل؟

يجب أن تحدد أهدافك الرئيسية من التداول بمنتهى الوضوح، لأنه إذا لم يكن لديك هدف محدد الملامح فأنت تقامر ولا تتداول. كما أشرت أنفاً، فإن الهدف الذي يجب أن تتوخاه في المقام الأول هو حماية حسابك. وبعد ذلك، لديك مطلق الحرية في تحديد الأهداف التي تصبو إلى تحقيقها.

لا يوجد ما يسمى "بالمصباح السحري" في عالم تداول الفوركس. بعبارة أخرى، لا تتوقع أن تصبح ثرياً بين ليلة وضحاها، فهذا ضرب من الخيال. لا تتوقع أيضاً العثور على استراتيجية أو نظام تداول مثالي؛ ولكن هناك نظام يناسب ظروفك الشخصية وتستطيع تحديده بعد الإجابة على الأسئلة المذكورة أعلاه. ستساعدك هذه الخطوات على ضمان اختيار النظام الذي يتلائم مع شخصيتك كمتداول، ودرجة تحملك للمخاطرة، والوقت المتاح للتداول، والأهداف التي تسعى لتحقيقها. وبالتالي يمكن القول أنه لا يوجد نظام مثالي في المطلق، بل نظام مثالي في ضوء ظروفك الشخصية. ومن الضروري أيضاً أن تعي ضرورة الحاجة للعمل بشكل مستمر لتحسين هذا النظام بالتوازي مع صقل مهاراتك كمتداول.