ما هي استراتيجية مفاهيم الأموال الذكية (SMC) في الفوركس
المحتويات
- ما هو تداول الفوركس وفق مفهوم الأموال الذكية؟
- نظرية مفاهيم الأموال الذكية (SMC)
- من أين أتت فكرة تداول الفوركس وفق مفهوم الأموال الذكية؟
- المصطلحات والمفاهيم الأساسية لنظرية الأموال الذكية
- الخلافات حول مفاهيم الأموال الذكية في تداول الفوركس
- مزايا وعيوب مفاهيم الأموال الذكية (SMC)
- هل ينبغي عليك التداول باستخدام مفاهيم الأموال الذكية (SMC)؟
إذا أتيحت لك فرصة الاطلاع على منتديات الفوركس ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، فبلا شك أنك رأيت أشخاصًا يتحدثون عن التداول وفق مفاهيم الأموال الذكية (SMC).
ربما تتساءل عن ماهية مفهوم الأموال الذكية، وما إذا كانت تستحق فعلاً كل هذه الضجة. سنحاول في هذه المقالة شرح فكرة التداول وفق مفاهيم الأموال الذكية حتى يتسنى لك اتخاذ قرارك بشأن ما إذا كنت ترغب في تجربة هذه الاستراتيجية وإدماجها ضمن منظومة أدوات التداول التي تستخدمها.
ما هو تداول الفوركس وفق مفاهيم الأموال الذكية (SMC)؟
أبسط طريقة لوصف التداول وفق مفاهيم الأموال الذكية هو القول بأنها تنصرف إلى حركة السعر أو البرايس أكشن ولكن تحت اسم مختلف.
ينطوي مفهوم المال الذكي على استخدام مفاهيم الفوركس التقليدية مثل الطلب والعرض، نماذج السعر، والدعم والمقاومة في عمليات التداول، ولكن باستثناء أن كل هذه المصطلحات قد أُطلقت عليها مُسميات جديدة مصحوبةً بأوصاف مختلفة بعض الشيء.
يشير متداولو SMC إلى أفكار مثل "الاستيلاء على السيولة" و"كتل التخفيف". وبرغم أن هذه المصطلحات تبدو غير مألوفة، عند التدقيق في مفاهيم الأموال الذكية (SMC)، ستدرك أنها بشكل أو بآخر أحد طرق التداول التقليدية على عكس ما تبدو للوهلة الأولى.
دعنا نوضح نقطة هامة في هذه المقدمة. لا يوجد شيء خطأ في أن يستخدم أي متداول استراتيجية الأموال الذكية إذا حققت نتائج جيدة له. برغم ذلك، سنلقي الضوء على بعض جوانب النظرية التي تتعرض للانتقاد، لذا كُن مستعدًا لذلك.
نظرية مفاهيم الأموال الذكية (SMC)
مفاهيم الأموال الذكية (SMC) ليست مجرد استراتيجية لتداول الفوركس، بل تعتبر أقرب إلى فلسفة شاملة حول كيفية عمل الأسواق المالية.
تنص النظرية في جوهرها على أن صانعي السوق (مثل البنوك وصناديق التحوط، إلخ) هي كيانات تتلاعب بالأسواق وأنها بشكل أو بآخر تصعب مهمة المتداولين الأفراد في سعيهم لتحقيق أرباح.
وفقًا لمفهوم المال الذكي، يجب عليك بصفتك متداول فردي أن تؤسس استراتيجيتك على ما تقوم به "الأموال الذكية" (أي الأموال التي يتداول بها صانعي السوق).
في واقع الأمر، ينبغي عليك أن تحاول تنميط أسلوب تداولك بحيث ينسجم مع الطريقة التي يتداول بها صانعي السوق. يركز هؤلاء غالبًا على جوانب العرض والطلب وبنية السوق. وبما أنك أصبحت الآن متداولاً وفق مفهوم الأموال الذكية، يجب أن تركز أنت الآخر على هذه العوامل عند اتخاذ قرارات التداول.
من أين أتى تداول الفوركس وفق مفاهيم الأموال الذكية (SMC)؟
نشأت مفاهيم المال الذكي مع الشهرة التي حظي بها The Inner Circle Trader (ICT) ، وهو أحد البرامج التي يقدمها متداول يحمل اسم مايكل جيهودلستون. يقدم هذا البرنامج بعض الموارد المجانية ولكن في مراحل لاحقة ستحتاج إلى الحصول على عضوية مدفوعة.
المصطلحات والمفاهيم الأساسية لفكرة الأموال الذكية
يبدو مفهوم المال الذكي تقنيًا بدرجة كبيرة عندما تبدأ في القراءة عنه للمرة الأولى. ستجد نفسك تفكر كثيرًا في المفردات الأساسية، لذا سنحاول مساعدتك من خلال شرح بعض المفاهيم الأساسية التي يستخدمها متداولو SMC:
- كتل الأوامر: يُستخدم هذا المصطلح في مناقشة قوى العرض والطلب. يرى بعض متداولي مفهوم SMC أن بلوكات الأوامر هو مفهوم أكثر مصداقية من مفاهيم العرض والطلب التقليدية، وذلك رغم أن البعض الآخر يجادل في صحة هذا الادعاء.
- الكتل الفاصلة وكتل التخفيف: تشير هذه المصطلحات إلى مناطق الدعم والمقاومة.
- فجوات القيمة العادلة: يشير هذا المصطلح إلى حالة ’عدم التوازن‘. هناك أنواع مختلفة من فجوات السعر، والتي تم رصدها جميعًا منذ عدة سنوات. من بين الأمثلة التي يسردها مؤيدو النظرية الفجوات الشائعة، فجوات الاستنفاذ، الفجوات الفاصلة، والفجوات الجامحة.
ستكتشف أن مفاهيم المال الذكي مألوفة إلى حد كبير عندما تبدأ في دراسة ما الذي تشير إليه هذه المصطلحات ’الزاهية‘.
تركز نظرية SMC عند تحليل الأسواق على ما تطلق عليه ’كسر الهيكل‘ في السوق.
فيما يلي رسم بياني يوضح حالات اختراق هيكل أو بنية السوق. كل مرة يتجاوز فيها السعر القمة السابقة، سنكون بصدد كسر في البنية الحالية. ثم نلاحظ بعد ذلك تغييرًا آخر عندما يتراجع السعر ليكسر أسفل القيعان الحالية.
الخلافات حول مفاهيم الأموال الذكية في تداول الفوركس
يرى البعض أن نظرية المال الذكي مثيرة للجدل لعدة أسباب:
- النظرية الكامنة خلف هذه الفكرة غير صحيحة.
- المال الذكي لا يعني بالضرورة "التداول مثل البنوك".
- حتى مع إمكانية نجاحها في بعض الحالات، فإنها ليست نظرية جديدة
المأخذ على النظرية
ما هي أوجه الخلل في نظرية مفاهيم الأموال الذكية (SMC)؟ يتعلق الأمر بما ذكرناه سابقًا حول صانعي السوق.
يدعي متداولو المال الذكي أن المتلاعبون هم السبب في تشكيل نماذج سعرية معينة في السوق. برغم ذلك، لا تقدم نظرية مفهوم SMC أي إثبات على حدوث هذا التلاعب أو أنها مسؤولة عن ظهور النماذج السعرية بطريقة موضوعية.
يبدو المنطق ضعيفًا عند القول بأن تلاعبات الأموال الذكية هي التي تخلق النماذج المشار إليها. صحيح أن البنوك وكبار اللاعبين هي الجهات الفاعلة التي تحرك السوق، ولكن من الصعب القول أن صانعي السوق يسعون للإضرار بالمتداولين الأفراد وأنهم يتلاعبون بشكل نشط طوال الوقت. الحقيقة الأكثر رسوخًا هو أن دور صانعي السوق يتمثل بالأساس في خلق السيولة.
بعبارة أبسط، لا يهتم صانعوا السوق بوجودك من الأساس. يعزى ذلك إلى أن المتداولين الأفراد لا يشكلون سوى جزء صغير من إجمالي تداولات السوق، حتى عندما نجمعهم جميعًا في فئة واحدة.
هل يعني ذلك أن التلاعب بالسوق هو خرافة بالكامل؟ كلا. بالتأكيد تتعرض الأسواق لمحاولات تلاعب طوال الوقت، ولكن ليس بالطريقة التي يصفها أتباع المال الذكي.
لا تختلف عن تداول الأفراد العاديين
يعتقد متداولو مفهوم SMC أنهم يتداولون مثل صانعي السوق وليس نظرائهم من المتداولين الأفراد، وأن هذا يمنحهم ميزة يفتقر إليها الآخرون.
في واقع الأمر، يتداول متداولو المال الذكي تمامًا بنفس الطريقة التي يتبعها أقرانهم من المتداولين الأفراد. لا يوجد شيء حقيقي يثبت أنهم يتداولون "مثل البنوك".
مفاهيم قديمة في ثوب مصطلحات جديدة
أخيرًا، يرى البعض أن هذه المصطلحات المُعادّ صياغتها في شكل كلمات فخيمة ليست سوى مصدر إزعاج للكثير من المتداولين.
حقق برنامج ICT أرباحًا طائلة من الدورات التعليمية التي يقدمها للمتداولين عن مفاهيم الأموال الذكية (SMC). لا حرج في ذلك، فهم في نهاية الأمر يتعلمون بعض الطرق التي قد تكون مفيدة. ولكن يدرك بعض المتداولين بمرور الوقت أن كل ما يحدث هو إعادة صياغة بعض المفاهيم القديمة تحت مسميات جديدة، وهو أمر مخادع بطريقة أو بأخرى.
أضف إلى ذلك أن الحاجة لتعلم جميع هذه المصطلحات الجديدة يضيف مستويات من التعقيد غير الضرورية لعملية التعلم برمتها.
لا تُعيد نظرية الأموال الذكية اختراع العجلة بقدر ما تُعيد تسميتها، حيث تضع نفس المفاهيم القديمة تقريبًا تحت مسميات جديدة. تظل في النهاية هي نفس العجلة، حيث تدور بنفس الطريقة وتصل إلى نفس الوجهة.
لماذا إذًا تتورط في صعوبات تعلم لغة جديدة لمناقشة نفس الموضوع الذي أن على دراية به بالفعل؟
بالنسبة لمعظم المتداولين (ولكن ليس جميعهم)، من الأسهل مناقشة مصطلحات مثل الدعم و المقاومة.
مزايا وعيوب مفاهيم الأموال الذكية (SMC)
مزايا مفهوم المال الذكي:
- يبدو التداول وفق مفاهيم الأموال الذكية فعالًا بالنسبة لبعض المتداولين. إذا كنت تحقق بالفعل نجاح باستخدام هذه الطريقة، فلا داعي لعدم استخدامها. في كل الأحوال، فإن القدرة على استيعاب حركة السعر باستمرار وتحقيق أرباح من سلوك الأسواق هو أكثر أهمية من فهم السبب وراء حركة الأسعار.
- التداول باستخدام حركة السعر أو البرايس أكشن أثبت نجاحه في تحقيق نتائج جيدة لكثير من المتداولين على مر عقود، ليس فقط في أسواق العملات فحسب، بل أيضًا عند تطبيقه على العديد من الأصول الأخرى. وباعتبار مفاهيم الأموال الذكية (SMC) في جوهرها مجرد إعادة صياغة لمفاهيم حركة السعر، فإنها بشكل أو بآخر تتمتع بنواة صلبة يمكن الاعتماد عليها.
- برغم ذلك، يرى بعض الأشخاص أن مفاهيم حركة السعر أكثر سهولة عند تقديمها في ثوب الأموال الذكية.
- في حين أن النظرية القائلة بأن المؤسسات الكبرى تستهدف المتداولين الأفراد مشكوكًا فيها، ولكن لا يمكن أن نستبعد تمامًا فكرة أن هذه المؤسسات قد تسعى للإيقاع بالمتداولين الصغار بحثًا عن تحقيق بعض الأرباح. لا يمكن أيضًا إنكار ما يطلق عليه أفخاخ السيولة، حتى إذا كانت نظرية المال الذكي تقدمها في إطار يدعو للريبة. بعض المفاهيم النظرية التي تعتمد عليها مفاهيم الأموال الذكية قد تكون قابلة للتصديق، ولكن ليس أبدًا بالطريقة التي تصفها بها.
عيوب مفاهيم الأموال الذكية (SMC):
- بعض الافتراضات التي تقوم عليها نظرية مفاهيم الأموال الذكية (SMC) لا تبدو منطقية بالقدر الكافي خصوصًا عند التفكير في مدى صلة المتداولين الأفراد باللاعبين الكبار. الإيمان بكل ما تزعمه نظرية المال الذكي سيؤدي إلى سوء فهم جوهري للأساسيات التي يقوم عليها السوق.
- لا يمكن لأحد إثبات أو دحض النظريات الكامنة وراء فكرة الأموال الذكية، هي في جوهرها تخمينية بشكل بحت، ولا يمكن لأحد أن يقدم دليل ملموس على صحة أي من الافتراضات التي تذهب إليها إلا إذا كان مُطلعًا على ما يجري في كواليس البنوك الكبرى. بعبارة أخرى، لا يمكن لأحد التحقق من مصداقية نموذج SMC، ولكن على الجهة الأخرى لا يستطيع أحد أن ينفيه بنسبة 100%. النتيجة التي سيخلص إليها أي شخص في هذا الصدد ستعتمد على ما يعتقده بشأن سلوك المؤسسات الكبرى.
- استبدال جميع المفاهيم المتعارف عليها بالطريقة التي تفعلها نظرية الأموال الذكية يؤدي إلى تعقيدات غير ضرورية في فهم حركة السعر، خصوصًا إذا كنت معتادًا بالفعل على اللغة الدارجة لهذا النوع من التداول. وعلاوة على ذلك، فإن عدم شيوع فكرة المال الذكي قد تصعب عليك مشاركة آرائك مع المتداولين الآخرين الذين لا تزال معلوماتهم مقتصرة على اللغة المستخدمة في الحديث عن حركة السعر.
- هذه الحجج أدت إلى أن ينفصل كثيرون عن الغموض النخبوي المحيط بمفاهيم الأموال الذكية، حيث باتوا يشعرون أنه من الخداع الترويج للمفاهيم القديمة كما لو أنها اكتشاف جديد. يستخدم هؤلاء أيضًا كلمة "بيع" بمعناها الحرفي، حيث أنهم برغم وجود الكثير من الموارد المجانية المتعلقة بنظرية مفهوم SMC، ولكن ستضطر لدفع رسوم على عدة مستويات في رحلتك لتعلم ما يطلق عليه مفاهيم الأموال الذكية.
هل ينبغي عليك التداول باستخدام مفاهيم الأموال الذكية (SMC)؟
ربما حظيت مفاهيم المال الذكي بهذه الشعبية فقط لأن بعض المتداولين يراها أمرًا بديهيًا.
إذا كان يعجبك الطريقة التي تعبر بها نظرية مفهوم SMC عن مصطلحات وتقنيات التداول، فلا ضرر في خوض التجربة.
فقط كُن على دراية بأن الاستراتيجية عبارة عن إعادة صياغة لبعض المفاهيم القديمة المتعلقة بحركة السعر، وأنك في نهاية المطاف ستتداول بنفس الطريقة التي يتداول بها أقرانك من المتداولين الأفراد.
لا حرج في ذلك، حيث أن التداول بمفهوم البرايس أكشن على الطراز القديم أثبت نفسه كطريقة مُجربة حققت أرباحًا للعديد من المتداولين على مدى عقود طويلة.
أما إذا أربكتك المصطلحات الغريبة التي يستخدمها أنصار المال الذكي أو كنت تبحث عن المزيد من الموارد المجانية (هناك العديد من برامج SMC المدفوعة)، فلا تشغل بالك كثيرًا وركز مجهودك على دراسة حركة السعر. ستتعلم نفس الشيء على أية حال.
