باللغة
$ £ ¥
¥ £ $

لماذا يجب أن تأتي صفقات الفوركس الناجحة في السياق الصحيح

ستصادف في رحلتك للتحول إلى متداول ناجح العديد من طرق واستراتيجيات الدخول والخروج من وإلى الصفقات. قد تكتشف طريقة ناجحة بعد بضعة تجارب وتشعر بالارتياح في استخدامها. وقد تحقق لك هذه الطريقة عدد كبير من الصفقات الرابحة ثم تتفاجأ ذات يوم أنها لم تعد كذلك. ما الذي حدث؟ هل انتهت فاعلية نظامك؟ هل سيتعين عليك أن تبدء من المربع الأول؟

الإجابة على هذا السؤال في كثير من الأحيان ستكون أبسط مما تتخيله. يركز عدد كبير من المتداولين على مؤشرات معينة لدخول صفقاتهم مثل تقاطع المتوسطات المتحركة، أو نماذج حركة السعر، والعديد من المؤشرات الأخرى التي يملئون بها الرسم البياني، لكنهم لا يتوقفون برهة للنظر إلى طبيعة سلوك السوق في الوقت الحالي. يمر السوق بتحولات كبيرة، ولكن بوتيرة هادئة، كما يحدث في أي نظام آخر يتطور بمرور الوقت. يعتقد البعض أن سوق الفوركس لا يمكن أن يتغير، فيما يدرك كثيرون خطأ هذا الاعتقاد ويتحسبون لكل ما هو طارئ. قد تتغير الحالة التي يمر بها السوق بمرور السنوات وبالتالي فإن نظام التداول الناجح قد يفشل بسبب تغير السياق الذي كان يعمل به – أو ربما لأنه يحتاج إلى بعض التعديلات.

إذا صادفت موقف مثل هذا وتفاجأت بفشل نظام التداول الذي تستخدمه، فربما حان الوقت لأن تسأل نفسك ما إذا كنت أنت من فشلت في مواكبة ما يطرأ على السوق. هل تغير المناخ الاقتصادي بشكل كبير عن أخر مرة حقق فيها النظام نتائج مربحة؟ إذا كان الأمر كذلك، فربما أصبح السياق الحالي لصفقاتك غير مثالي لاستخدام الاستراتيجية القديمة. من الوارد أن يكون السياق الذي تفتح فيه صفقاتك كان مناسباً تماماً حتى دون أن تعي السبب في ذلك. ومع تغير هذا السياق بات من المنطقي ألا تحقق صفقاتك نفس النتائج السابقة.

فيما يلي بعض الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك وتحصل على إجابات لها؛ "هل أتداول عكس الترند؟" إن صح هذا الأمر فمن الطبيعي أن تخسر. "هل أتداول في سوق متقلب؟" الأسواق المضطربة قادرة على تحطيم كثير من المتداولين. إذا صادفت سلسلة من الخسائر المتتالية فربما يتعين عليك أن تأخذ استراحة وتنتظر بعض الوقت إلى أن يعود السوق إلى حالته السابقة. "ولكن هل سأظل أنتظر هكذا إلى ما لا نهاية؟" قد يلح عليك هذا السؤال. في هذه الحالة يمكنك النظر إلى عدد أكبر من أزواج العملات. على سبيل المثال، إذا كنت تتداول عدد محدود من أزواج العملات وأدت الظروف الحالية في السوق إلى انخفاض فرص التداول إلى النصف مقارنة بما كان عليه الحال في السابق، عندها يمكنك التفكير في مضاعفة عدد العملات التي تتابعها بشكل يومي. قد يكون هذا الإجراء مؤقت لأن ما يمر به السوق حالياً سوف ينتهي كما انتهت كل المراحل السابقة. هذا لا يعني أن نظامك قد أصبح فاشل بالضرورة، بل ربما الوقت لم يعد مناسباً لاستخدامه على الأقل بنفس الكفاءة السابقة. يواجه جميع المتداولين مواقف مشابهة. لهذا قد تحتاج من حين لآخر إلى التوقف والجلوس إلى منضدة التخطيط مرة أخرى لإعادة ترتيب أفكارك بحيث تتواءم مع المستجدات الجديدة، وصدقني فإن هذا الإجراء لن يكون أبداً مضيعة للوقت. إذا خلصت إلى أنك على صواب فيما تقوم به حالياً يمكنك التمسك بنفس النظام الحالي مع محاولة تكييفه ليتلاءم مع ظروف السوق الجديدة.

حاول تطوير طريقتك الخاصة لإيجاد أفضل الفرص ولكن في مكانها المناسب. هناك مقولة شائعة بين متداولي الفوركس الناجحين مفادها أن إيجاد الفرص الجيدة هو أمر أشبه بالتصويب بالرشاش الآلي، وليس بندقية الصيد. هم على صواب في هذا الرأي – فالصفقات الناجحة لا تأتي من الفرص الجيدة، بل فقط من الفرص الرائعة.