تجارة المناقلة أو الكاري تريد هي أحد أنواع تداولات الفوركس والتي يقوم فيها المتداول ببيع العملة ذات العائد المنخفض مقابل شراء عملة ذات عائد مرتفع، وذلك بهدف الاستفادة من الفرق في العائد بين العملتين. يساعد التداول بالهامش والرافعة المالية على تعظيم حجم المكاسب المحققة من تجارة الكاري تريد. قد يبرز السؤال هنا عن المقصود بالعائد من العملات؟ تنطبق رسوم تبييت (الرول أوفر) على كل عملة والتي تتحدد على أساس أسعار الفائدة. عند التداول مع شركة الوساطة، فأنت تشتري وتبيع العملات دون حدوث التسليم الفعلي، ولهذا عند شراء عملة ينبغي عليك الحصول على فائدة مستحقة من الوسيط لأنك "تخزن" و"تستخدم" هذه العملة طوال فترة الاحتفاظ بالصفقة. أما إذا كنت تبيع إحدى العملات، فأنت في هذه الحالة مطالب بدفع الفائدة لأنك "تحتفظ" و"تستخدم" العملة التي بعتها طالما ظلت الصفقة مفتوحة. يتم تداول الفوركس في شكل أزواج، ولهذا هناك فارق بين الفائدة المكتسبة على العملة المشتراة والفائدة المدفوعة على العملة المباعة. على سبيل المثال، إذا قررت بيع زوج GBP/JPY وكان بنك إنجلترا المركزي يطبق فائدة بمعدل 5.00%، فيما كان سعر الفائدة لدى بنك اليابان المركزي 0.50%، في هذه الحالة ستدفع رسوم فائدة بمعدل 4.50% على هذه الصفقة. أما إذا قررت شراء هذا الزوج، عندها من المفترض أن تستفيد من هذا الفارق في أسعار الفائدة. في الواقع العملي، يتقاضى الوسطاء عمولة إضافية ولهذا ستدفع مبلغ أكبر من الرقم المذكور في حالة مركز البيع أو ستكسب مبلغ أقل عند الاحتفاظ بمركز شرائي.
هذه الفروق بين أسعار الفائدة لن تكون جذابة بدون استخدام مستوى مرتفع من الرافعة المالية، والتي تسمح بفتح مراكز ضخمة لمضاعفة الفوائد المكتسبة. على سبيل المثال، إذا استخدمت رافعة مالية 1:100 عندها ستحصل على عائد بنسبة 450% سنوياً عند الاحتفاظ بصفقة شراء على زوجGBP/JPY طوال العقد السابق. القدرة على استخدام رافعة مالية مرتفعة مع الاستفادة من فارق متسع بين أسعار الفائدة كان كفيلاً بتحقيق نتائج ممتازة خلال فترات سابقة. على سبيل المثال، بلغ معدل الفائدة على راند جنوب أفريقيا في بعض الأوقات 12.0%، وبالتالي عند شراء زوج ZAR/JPY برافعة مالية 1:400 فإن هذا كان سيحقق عائد سنوي بنسبة 4,600% (بالطبع بعد خصم الانخفاض المحتمل في قيمة الراند مقابل الين الياباني).
لم يكن من المستغرب أن تحظى تجارة الكاري تريد بشعبية طاغية خلال الفترة من 2001 إلى منتصف 2007. ساعد استخدام أزواج عملات مثل GBP/JPY و EUR/JPYو AUD/JPY و NZD/JPY بعض المتداولين في جني أرباح طائلة من الفارق في أسعار الفائدة وحدها؛ كما استفادوا أيضاً من الارتفاعات في سعر هذه الأزواج خلال الفترة المذكورة، وهو ما أعطى بعض المتداولين فرصة نادرة لتحقيق ثروات كبيرة والانتقال إلى مصاف الأغنياء خلال فترة قصيرة.
ولكن ما الذي حدث في 2007 ولماذا فقدت تجارة الكاري تريد جاذبيتها في الوقت الحاضر؟ أدت الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي نجمت عن أزمة قروض الرهن العقاري في الولايات المتحدة، إلى زيادة معدلات التذبذب في الأسواق العالمية. سعت البنوك المركزية إلى معالجة الأزمة من خلال خفض أسعار الفائدة وبدأت في التركيز على ضخ برامج التحفيز المالي، وهو ما أدى إلى موجة تصحيحية بين العملات مرتفعة العائد. ترتبط أسعار الفائدة المرتفعة عادةً بدرجة عالية من المخاطر، ولهذا أدت التقلبات الحادة التي صاحبت هذه الأصول إلى دفع متداولي الكاري تريد لإغلاق صفقاتهم خصوصاً بعد أن أدى انخفاض أسعار أزواج الكاري التقليدية إلى مضاعفة خسائرهم. وخلال السنوات التالية على موجة الانخفاض المذكورة، تحركت معظم أزواج الكاري تريد الشهيرة ضمن نطاقات عرضية مع ميل هبوطي محدود.
لم تختفي تجارة الكاري تريد من سوق الفوركس تماماً – ولكنها أصبحت أقل جاذبية كما لم تعد صفقاتها تستمر لسنوات كما كانت في السابق. يفضل متداولي الكاري تريد حالياً الشراء عند القيعان والاحتفاظ بالزوج لأسابيع أو حتى أيام للاستفادة من الفرق في أسعار الفائدة. ومن المرجح أن يستمر الوضع الحالي طالما ظل نمو الاقتصاد العالمي متعثراً ويواجه شبح الوقوع في براثن الركود من حين إلى آخر.